العنف ضد المرأة
إنّ العنف ضد المرأة من الظواهر الاجتماعية السلبية، والتي تجلب العار لكثيرٍ من المجتمعات، وتتعدّد مظاهر العنف ضد المرأة، فلا تشمل الضرب أو القتل فقط، وإنّما لها أشكالٍ أُخرى من الشتم والذم والقدح، وما إلى ذلك أيضاً من التحقير، والتجاهل، والازدراء، بالإضافة إلى حرمانها من حقوقها، ومصادرة إرادتها، واعتبارها كائناً محدود القدرات في التفكير أو العمل، إلى جانب العنف الجنسيّ، مُمثلاً بالاغتصاب أو التحرش، وفي هذا المقال سوف نتعرّف على أسباب العنف ضد المرأة، ونُقدم بعض الحلول المُقترحة.
أسباب العنف ضد المرأة
الجهل والتخلف والفقر
إنّ بعض الشعوب تُعاني من مشاكل اقتصادية كثيرة منها؛ الفقر، والمرض، ما جعل الجهل ومظاهر التخلف الاجتماعي والفكري، تستشري بسهولة بين الناس، وتدفعهم للتعامل مع المرأة من منظورٍ ضيقٍ للغاية، وفي ذات الوقت لا يُمكن اعتبار الفقر أو الوضع الاقتصادي العامل الأساسي للعنف ضد المرأة، فالمعتقدات الاجتماعية السائدة تلعب دوراً مُهماً في هذه الظاهرة أيضاً، كاعتبار بعض المجتمعات عمل المرأة خارج المنزل أمراً غير ضروري، كما تحرِم بعض المناطق حتى الوقت الحالي النساء من التعليم، أو حق اختيار الزوج، ناهيك عن تزويج بعضهن في عمر الطفولة، الأمر الذي تعتبره المنظمات الدولية مُنافياً لجميع المواثيق الدولية، التي تنص على حقوق الطفل والمرأة أيضاً.
الرضا بالأمر الواقع
تلعب بعض النساء دوراً مُهماً، في تطور ونشوء ظاهرة العنف ضدهن، وذلك من خلال الاقتناع بالأمر الواقع، وعدم التصدي لهذه الظاهرة بأي شكلٍ ممكن، فترى بعض الزوجات يصمتن عن تعرّضهن للعنف الجسدي، من أجل البقاء إلى جانب أطفالهنّ، مع العلم أنّ سكوت الزوجة، يُعرّض نفسيّة الأطفال للضرر الفادح، بفعل الضغوط الكبيرة التي ينشأ الطفل وهي تُحيطه من كلّ صوب، كما قد تصمت المرأة العاملة عن تحرش موظف أو مدير بها، خشية خسارة الوظيفة، أو أنّها تُفضّل الانسحاب من العمل، بدلاً من تقديم شكوى للإدارة، أو قسم الآداب العامة في المخافر.
غياب القوانين
إنّ عدم وجود قوانين رادعة لأي مظهرٍ من مظاهر العنف ضد المرأة، ساهم في نشوء العنف ضد المرأة، والإساءة لها وسلبها حقوقها، كما يُلاحظ وجود بعض القوانين التي تُنصف المرأة، لكنها ظلت حبراً على ورق، دون تطبيقٍ أو تفعيلٍ لأسبابٍ عديدة.
الفهم الخاطئ للدين
قد يدفع الجهل بالدين بعض رجال الدعوة أو الدين، إلى زيادة حقد الأزواج على زوجاتهم مثلاً، أو دعوة الأب إلى تشديد الخناق على بناته، أو تحميل المرأة بشكلٍ مُطلقٍ مسؤولية الفواحش ما ظهر منها وما بطن في المُجتمع وحياة الناس.
حلول مقترحة للعنف ضد المرأة
العمل سريعاً على دحر الثقافة القائمة على تهميش المرأة والإساءة لها، ويكون ذلك عبر خططٍ اجتماعيةٍ وتنمويةٍ تشاركية، تُساهم فيها المؤسسات الرسمية الفاعلة، والمنظمات الأهلية والمدنية في المجتمع، ورجال الإصلاح والدين، ووسائل الإعلام المحلية كذلك.
تفعيل القوانين الخاصة بحفظ حقوق المرأة، سواء على صعيد الأُسرة، أو على صعيد العمل، والحقوق المشروعة، بالإضافة إلى إجراء العديد من التعديلات على القوانين القديمة، أو التي لم تعد مُجدية في الوضع الراهن.
دفع الناس إلى ممارسة الحياة جنباً إلى جنب بمشاركة المرأة: حيثُ تخشى العديد من العائلات منح المسؤولية للنساء، أو معاملتهن بشكلٍ مختلف عن الآخرين، خشية مهاجمتهن بالكلام وتشويه السمعة، وهذا ما يُعزز من وجود التخلف الاجتماعي والثقافي، وجعله ينخر في عقول المجتمعات لعقودٍ طويلة.