in

مفهوم العنف الأسري

العنف الأسريّ
عند سماعنا لكلمة الأسرة، أول ما يخطر ببالنا المودّة، والرحمة، والطمأنينة، لأنّها المأوى الأول الذي يفكر فيه الإنسان، للهروب من المشكلات التي يتعرّض لها في حياته، والمسؤولية الأولى في ذلك تعود للمرأة، مع تعاون من ربّ الأسرة، ووجود الاحترام المتبادل بين أفرادها، ولكن أحياناً تتحوّل هذه العلاقة إلى حلبة صراع، حيث يتمّ اللجوء فيها إلى استخدام القوة الماديّة والمعنويّة بشكل غير مشروع لإلحاق الأذى ضدّ أفراد آخرين من هذه الأسرة، وانتشرت ظاهرة العنف الأسريّ نتيجة للحياة العصرية، وما يتبعها من ضغط نفسيّ وإحباط، تكون المنابع الأساسية لمشكلة العنف الأسريّ.

يُعرّف العنف الأسريّ على أنه أي عمل يتسّم بالعدوانية يقوم به أحد أفراد الأسرة ضد فرد من أفرادها، وذلك بهدف إلحاق الأذى، والسيطرة، والإخضاع بصورة إجباريّة، مستخدماً في ذلك عدة وسائل، ممّا يتسبب في أضرار نفسية، وجسدية للشخص المُعنّف.

أسباب العنف الأسريّ

سوء الظروف المعيشيّة كالفقر، والبطالة، والضغط النفسيّ، والإحباط الناتج عن طبيعة الحياة العصريّة اليوميّة.
سوء التربية والتنشئة، فالأفراد الذين يكونون ضحية للعنف في صغرهم، يُمارسونه في المستقبل على أسرهم، فالعنف سلوكٌ مكتسبٌ يتعلّمه الفرد من خلال بيئته التي عاش فيها.
تعاطي أحد أفراد الأسرة للكحول والمخدرات.
اضطراب العلاقة بين الزوجين، نتيجة عدم وجود قيم دينيّة، وأخلاقيّة، وعدم وجود انسجام بين الزوجين في جوانب الحياة التربوية، والتعليميّة، والاجتماعيّة، والثقافيّة والبيئيّة، مما يغيب ثقافة الحوار داخل الأسرة.
الفهم الخاطئ للقيم الدينيّة، والعادات، والتقاليد المتوارثة التي تأكد على قيادة الرجل لأسرته بالعنف والقوة.

أشكال العنف الأسريّ
العنف الجسديّ
يُمارس هذا العنف باستخدام وسائل مختلفة، مثل، الدفع بقوة، أو إلقاء أشياء باتجاه الشخص المعنّف، وتوجيه لكمات باليد، وشدّ الشعر، والصفع، والخنق، والحرق، والتهجّم باستخدام أدوات حادة أو بدون أدوات أحياناً، والإيذاء باستخدام الضرب، وهذا النوع يهدف إلى التعبير عن القوة الجسدية؛ وغالباً ما تكون الضحيّة الشخص الضعيف، مثل: المرأة، وأحياناً يُمارس العنف ضدّ الذكر، ويترك العنف الجسديّ آثاراً سلبية على الشخص، وقد يُعرض حياته للخطر، من خلال حدوث تشوّهات، أو فقدان عضو من أعضاء الجسم، أو كسوراً في جسمه، ويمكن معرفة العنف الجسديّ من خلال العلامات التي يبقى أثرها على الجسم لفترة من الزمن.

العنف النفسي
يتمثّل بالمعاملة السيئة للإنسان من خلال الاستهزاء ، أو شتمه وإهانته، أو تحطيم أغراضة الخاصّة، والصراخ عليه بصوتٍ عالٍ، أو نداءه بأسماء وألقاب، وأوصاف غير مريحة، أوالقيام بطرده من البيت، أو حبسه داخله لفترات طويلة، أو استخدام الترهيب والتهديد، واجباره على شيءٍ لا يحبه، و يعمل العنف النفسي على إثارة القلق، والخوف في الشخص المُعنف، والمساس به نفسيّاً، والحط من قيمته، وإشعاره بأنّه بلا منفعة، ويعمل أيضاً على إضعاف قدرته الجسدية أو العقلية، وتحطيم قدراته المعنوية، أو زعزعة ثقته بنفسه، وتقديره لذاته، وغالباً تكون الضحية المرأة أو الطفل، وقد يكون الزوج أحياناً.

العنف الجنسيّ
هو كل فعل يتم فيه استخدام سلوك عدواني اتجاه شخص آخر بهدف استغلاه جنسياً، ويكون العنف الجنسيّ بعدّة صور منها على سبيل المثال، رفض الزوج استخدام المرأة وسائل منع الحمل أثناء العلاقة الزوجيّة، واستعماله القوة الجسديّة، لإجبار الزوجة على إقامة هذه العلاقة، ويستخدم القوة بأشكال مختلفة، وممارسة التحرش الجنسي ضدّ أحد الأطفال في الأسرة.

نصائح توعوية لظاهرة العنف الأسريّ

نشر الوعي بين أفراد المجتمع حول مدى انتشار العنف الأسريّ، ودوافعه، وطرق التعامل مع من يقوم به، وكيفيّة تحكّم الفرد في تصرفاته العنيفة.
تعريف النساء بحقوقهن، وشرح كيفية اللجوء إلى الحماية إذا تعرّضن لأيّ شكل من أشكال العنف الأسريّ.
العمل على تعديل العادات والتقاليد، والفهم الخاطئ للأمور الدينية، من خلال التركيز على أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام الداعية الأزواج إلى حسن عشرة زوجاتهم، كما أوصى بعدم الغضب، ونهى عن السباب، واللعن، وبذاءة اللسان، حيث كان مثالًا للرفق واللين بعيداً عن العنف والشدة مع زوجاته.
العمل على إنشاء مؤسسة متخصصة لرعاية الزوجات، والأطفال ضحايا العنف، يتوفر بها عدد من الاختصاصيين الاجتماعيين والنفسيين، وتقوم بدور الوسيط بين الزوجة والزوج لإيجاد الحلّ الملائم لكل حالة على حدة.

What do you think?

0 points
Upvote Downvote

Total votes: 0

Upvotes: 0

Upvotes percentage: 0.000000%

Downvotes: 0

Downvotes percentage: 0.000000%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من هو حنظلة

أسرع إنترنت