العنف ضدّ الأطفال
يُعرَّف العنف ضد الأطفال على أنّه أيّ شكل من أشكال الاعتداء الجسدي، أو المعنوي والنفسي، أو الجنسي، مما يؤدي إلى وفاة الطفل أو حدوث مضاعفات صحيَّة أو نفسية له حاضراً أو مستقبلاً.
أنواع العنف ضد الأطفال
تحدث أشكال العنف على الأطفال من جهتين، إمّا داخلية أو خارجية؛ حيث إن الداخلية هي التي تُمارس عليه في البيت من قِبل الأهل، وأما الخارجية فتكون من أشخاص لا يعيش معهم كأقارب، كما يحدث في المدارس، أو الشارع، أو حتى دُور الإيواء للأطفال، وتكون على عدَّة أصنافٍ وهي:
الضَّرب: وهو من أكثر الوسائل المستخدمة ضِدَّ الأطفال في كل مكان، وتكون نتائجها غالباً وخيمة على الطفل من جميع النَّواحي.
الاعتداء المعنوي والنفسي: وهو لا يقلُّ أهميةً عن ما سبق، ولكن تأثيره لا يكون ظاهراً بالعين، وإنَّما يكون أعمق ممَّا تراه العين.
الإهمال التَّربوي والمادِّي: حيث إنَّ من حقِّ الطفل أن يحصل على التعليم والخبرة في الحياة، وإلَّا فإنه سيفقد الكثير في تعاملاته المستقبلية، وكذلك أيضاً بالنِّسبة للإهمال المادِّي، كالغذاء والعلاج، والمَسْكن وغيرها.
الاعتداء الجنسي: وهو من أبشع أنواع العُنف المُمارس ضدَّ الأطفال، لأن ما يحصل للطفل بسبب هذا الاعتداء لا يمكن أن يتصوَّره بشر.
الاستغلال المادِّي: كبيع الأطفال، أو إجبارهم على العمل الشَّاق، أو بيعهم من أجل الأعضاء في العمليات الجراحية.
أضرار العنف على الأطفال
الموت: في بعض الأحيان يكون الاعتداء على الأطفال من الأمور التي تؤدّي إلى وفاتهم، وذلك في حالات الضَّرب المُبرح، و الاستغلال المادِّي وخاصَّةً عند استغلالهم في بيع أعضائهم، وكذلك الإهمال -كالإهمال الصِّحِّي- الذي يكون من قِبل الأهل أو من المسؤولين عنه كدُور الرِّعاية.
حدوث عاهة مستديمة: وهذا أيضاً يندرج تحت جميع أصناف العنف الذي يُمارس ضدَّ الأطفال؛ لأنّ العاهة لا تكون فقط بالأعضاء، ولكن تكون أحياناً من الجانب النفسي، كالجنون، واللَّعثمة، والجُبن وغيرها.
تضخُّم ظاهرة أطفال الشوارع: وهذه من الظَّواهر التي تؤرِّق دول العالم؛ فالعُنف الذي يُمارس على الأطفال في الداخل أو الخارج، سيؤدي إلى لجوئهم إلى الشارع هرباً من الحياة المريرة التي كانوا يعيشونها.
المضاعفات النفسية: حيث إنّ العامل النفسي للإنسان هو الذي يُحدّد شخصيته وتعامله مع نفسه أو مع الآخرين، ولذلك نجد أن العنف يؤثر على طبيعة الطفل في الحاضر والمستقبل، ومن هذه المضاعفات أنَّك تجده انعزالياً أحياناً وعديم الثِّقة في نفسه، وهذا سيؤثر على تقدُّمه في الحياة مستقبلاً، فلا تجد لديه القدرة على المبادرة؛ لأنه يخشى الفشل والتأنيب أو الاستهزاء من الآخرين، وأيضاً يكون الإحباط متلازماً له والقلق في الطفولة وفي الكِـبَر، وفي بعض الأحيان تكون المشاكل العاطفية عنده متفاقمة من ناحية التعامل مع شريك حياته، وهذا يكون إما من ناحية الخضوع أو العدوانية، ولذلك نرى بعض الأطفال عندهم الصِّفات العدوانية في التعامل مع الآخرين، ناهيك عن السلوك الشَّاذ في تصرُّفاته؛ كالأكل، والشُّرب، والمظهر الخارجي، واضطراب في الإدراك والفهم والتعلُّم.