في البداية أنوِّه بأن ما تسمى بتل أبيب ، هي في الأصل مدينةٌ محتلة تابعة لوطنٍ سليب ، كان يسمى فلسطين ، ما زال وسيبقى يحمل الحروف ذاتها فلسطين ، مهما تم التلاعب وتزوير مواقع تلك الحروف ، وتشكيل الكلمات للتغيير من شكل وهوية الأرض والإسم ، سيعود من تلقاء نفسه يرسم حروف الإسم الأزلي الخالد للأبد فلسطين .
تل أبيب ! كلمة عبرية حديثة ، أطلقت لمحو الإسم الحقيقي لها وهو يافا ، والتي بنيت على أنقاض يافا المحتلة عام 1948م ، وتعني تل الربيع ، وهي ثاني أكبر مدن الكيان الصهيوني ، بالإضافة إلى أن المدينة المذكورة قامت على أنقاض يافا ، إلاّ أن هناك عدد من المناطق التي امتدت وتوسعت على أنقاضها ، أزيلت معالمها ، وحذفت الأسماء عن الخارطة ، ولكن بعد جهدٍ وبحث عثرت على أسماء بعض المناطق التي أزيلت معالمها وآثارها ، وهي :-
ساقيّة ، الجمّاسين ، أبو كبير ، سلمة ، صُمّيل ، الشيخ مونس ، المنشيّة ، سارونا ، السافِّرية ، العباسية ، عرب السوالمة ، فجة ، كفر عانة ، الحميدية ، يازور ، الخيرية ، بيار عدس ، أرسوف ، الحرم .
هذه بعض البلدات والقرى التي دمرت بالكامل أو أجزاء منها ، لإقامة ما تسمى بتل أبيب والمستوطنات المحيطة بها .
تم إنشاء تل أبيب على أنقاض مدينة يافا المدينة الفلسطينيّة الساحليّة، والتي لقبت بعروس المتوسط ، والجميلة ، وهي كذلك بالفعل .
تأسست تل أبيب كحي من أحياء مدينة يافا في العام 1909م ، ونما عدد سكانها بسرعة ، وبعد النكبة والتهجير القسري للعرب ، تضاءل عدد العرب في مدينة يافا ، على عكس تل أبيب ، وهكذا تم ضم مدينة يافا لتصبح من أحياء تل أبيب ، يسكنها أقلية من العرب ، ويتركزون في مناطق محددة ، وهم من المسلمين والمسيحيين .
تعتبر ما تسمى بتل أبيب عاصمة للكيان الصهيوني ، وتوجد بها عواصم الدول التي تقيم العلاقات الدبلوماسيّة مع الكيان .
صنفت كمدينة عالميّة على درجة بتا ، وسميت بالمدينة التي لا تنام ، وتعتبر من أكثر المدن غلاءً ،وحسب التصنيفات العالميّة والتي تعترف بوجود الكيان وبالدولة المصطنعة على أرض فلسطين العربية ، فقد صنفت كثالث أفضل المدن عالميّاً حسب لونلي يلانت ، وأقحمت عنوة لمدن الشرق الأوسط لينشأ التقييم على أساس شرعيّة وجودها في المنطقة ، لتكون في المركز الثالث في مدن الشرق الأوسط حسب مجلة ترافل .
كم أود الحديث عن يافا التاريخ ، والتي يطول الحديث عنها ويطول ، ولكن لن أتحدث عنها تحت عنوانٍ مصطنع ، لكيانٍ مصطنع ، تأسس على أشلاء الأهل هناك وأراضيهم ، لذا يكفي ما ذكرته عنها لأغطي المطلوب من العنوان .