العنف الأسري
عندما نتحدّث عن العنف الأسري فإنّه لا بّد لنا من تعريف العنف بشكل عام وهو: استخدام القوّة الماديّة أو القوة المعنوية بشكل عدواني لإلحاق الضرر بأي شخص آخر. فالعنف الأسري إذاً هو: استخدام القوة والاعتداء اللفظي، أو الجسدي، أو الجنسي من قبل أحد أفراد الأسرة تجاه فرد آخر في داخل الأسرة نفسها والتي تتكوّن من الزوج والزوجة والأبناء، ممّا يترتّب عليه ضرر واضطراب نفسي، أو اجتماعي، أو جسدي.
أشكال العنف الأسري
العنف الأسري لا ينحصر في زمان أو مكان معين بل هو موجود منذ قصة قابيل وهابيل وحتى يومنا هذا، ويتوزع جغرافياً في كل بقعة على هذه الأرض ويمارسه -للأسف- أفراد منتمين إلى كافة الأديان والأجناس والطبقات الاجتماعية والاقتصادية، ويمكن لنا أن نقسّم العنف الأسري إلى ثلاثة أنواع:
العنف الموجه ضد المرأة.
العنف الموجه ضد الأطفال.
العنف الموجه ضد المسنين.
أسباب العنف الأسري
تعود مسألة انتشار العنف الأسري إلى مواكبة وتطور الحياة العصر كأحد أبرز مشاكل هذه الحياة وتطورها، إذ إنّ الحياة في الماضي كانت مبنية على أساس الأسرة الممتدة والتي تتكون من الأبوين والأبناء وأبناء الأبناء، وكانت توزيع القوة والقرار فيها متساوياً بحيث لا يتسلّط الأقوى على الأضعف بدون معيقات أو تدخل من قبل أفراد الأسرة الممتدة الآخرين، ولكن يمكن أيضاً توزيع أسباب انتشار العنف الاسري على النحو التالي:
أسباب اجتماعية
تبدأ من نشأة الطفل وأسلوب التربية والاهتمام به، مروراً بالتفرقة في المعاملة والتمييز بين الإخوة، والأخوات، والأبناء بشكل عام وتشجيع سلوكيّات العنف والحثّ عليها بشكل مباشر أو غير مباشر، وكثرة الخلافات بين الزوجين والتهديد المستمر بالانفصال أو حتى الانفصال الفعلي.
أسباب اقتصادية
هي تلك التي نلاحظ وجودها بشكل أكبر في الأسر المكتظّة بعدد أفرادها في ظلّ سكن صغير لا يكاد يتّسع، إذ لا يستطيع رب الأسرة سد حاجة أفرادها ومتطلباتهم بسبب الدخل المتدني، فيلجأ أفراد الأسرة إلى السلوك العنيف لحل مشكلاتهم.
أسباب سياسية
سواء كان ذلك في البلدان التي تتعرض للاحتلال أو التي تمارس فيها سياسة الاضطهاد السياسي من قبل حكومات هذه البلدان المستبدة، إذ يلاحظ أن كثيراً ممن مورس بحقهم التعذيب والاضطهاد السياسي من قبل حكوماتهم أو حكومة الاحتلال في السجون وغير السجون عادة ما يتعّرضون إلى صدمة نفسية تؤثّر على سلوكهم الفردي والاجتماعي تجاه الآخرين ويلجؤوا إلى العنف كوسيلة لحلّ مشكلاتهم.
الأسباب الثقافية
عادة ما تكون مرتبطة بالإعلام وكيفية توجيهه لعقول المتابعين والجمهور، وعوامل أخرى مثل الحسد، وعدم القناعة، والكراهية، والغيرة، وضعف دور الأديان، والوازع الديني في توجيه فكر الأفراد.