admin
ترتيب الجيوش في العالم
حينما أسمع بتلك التصنيفات التي تقوم بترتيب الجيوش حسب قوتها لا أتمالك نفسي من الإبتسام ، ففي مفهومي أن القوة الحقيقية تقاس عند الإمتحان على الجبهة والقدرة على القتال بمعنوية عالية والصمود والإحتمال والتضحيات والإيمان بعدالة القتال الذي يخوضه الجنود ، عدى ذلك فكلها أرقام ، ولكن صدق القائل : إن السكين في يد الجبان تجرح ، فالعتاد والعدة يلعبان دوراً هاماً ولكنه ليس الأهم ، وأخشى ما أخشاه الآن يهيمن الزر على الحسم في نهاية المطاف .
أما إعلان ترتيب الجيوش كلها حسب تصنيف مؤسسة جلوبال فايرباور العالمية لعام 2013 فهو كما يلي حيث جاء تصنيف الجيش المصري في هذا الترتيب ليحظى بالرقم أربعة عشر العالمي ، حيث نجده قد أتى ترتيبه بعد جيش إسرائيل والذي قد إحتل المركز الثالث عشر بالإضافة لإحتلاله فلسطين وأجزاءً من الأراضي العربية ، و يعتبر هذا الترتيب جيد وممتاز لمصر ونجد أنه قد حافظت الولايات المتحدة الأمريكية وهي رأس الحية لكل فساد على الأرض على مركزها الأول راكبة ومرفرفة على جيوش دول العالم ، و مهيمنة على مقدرات وخيرات و طموحات و حريات الشعوب ويليها جيش روسيا الأحمق الذي فقد أهم منتجات الإنسانية ألا وهو الإشتراكية ليتبنى الرأسمالية التي أنتجت المافيا والدعارة والطبقات في روسيا ، دعونا نشاهد نتائج الترتيب الآن :
الولايات المتحدة الأمريكية – روسيا – الصين – الهند- بريطانيا – فرنسا – ألمانيا – كوريا الجنوبية – إيطاليا – البرازيل – تركيا – باكستان – إسرائيل – مصر – أندونيسيا- إيران وقد إحتلت الجزائر المرتبة الثامنة والثلاثين ، ولا ننسى أن هذا الجيش قاتل شعبه ممثلة بجبهة الإنقاذ ، و سوريا التاسعة والثلاثين ، وها هو الجيش السوري يقصف شعبه ويبيده ،واليمن في المرتبة الثالثة والأربعين ولطالما حارب هذا الجيش شعبه ، والأردن في المرتبة السادسة والخمسين والإمارات في المرتبة السابعة والخمسين ثم العراق وهذا الجيش الآن مأجور ومقاد من أمريكا ، وإيران وموجه ضد شعبه وليبيا ، و هل ننسى قصف هذا الجيش لكل مواطنيه ، ثم إحتلت الكويت المرتبة الثالثة والستين ولا أعلم ما هي الحاجة لهذا الجيش ما دامت أمريكا تقاتل عنه و قطر المرتبة الخامسة والستين طبعاً دون الأخذ بعين الإعتبار وجود أكبر قاعدةٍ عسكريةٍ أمريكيةٍ في قطر ثم لبنان .
هل لاحظتم ما لاحظته ؟ كل جيوش العالم وجدت لتحمي أوطانها ومواطنيها ، إلا جيوش العالم العربي فهي موجودةٌ للدفاع عن السلطان لا للدفاع عن الأوطان ، وموجودةٌ لقمع شعوبها لا لحماية بلدانها من الأعداء الحقيقيين ، والله إني على وشك أن أصبح أخجلمن كوني عربي ، ولا أتعاطف لا مع الحكام ولا مع الشعوب و كما تكونون يولى عليكم ، نعم لقد رأينا الجيوش العربية تقاتل غير شعوبها ومواطنيها ، رأينا الجيوش العربية تقاتل في العراق ضد العراق ، و رأيناها تقاتل بعضها البعض على الحدود المشتركة فيما بينها ، وها هي إسرائيل استقرت وأمنت وبنت بنيتها التحتية والفوقية في فلسطين وطمست أسماء الماضي العربية وأبدلتها بأسماء عبرية معاصرة ، الله يهدي العرب بس .
اللهم خذ بيد أمتي وإجعلها أمةً متحضرةً و واعيةً و قويةً و ديمقراطيةً وإنسانيةً ، وحرر فلسطين وإجعل من يحكمها أناس واعون حضاريون إنسانيون آمين يا رب آمين .
