العنف ضد الأطفال
تتناقل وسائل الإعلام المختلفة بين الحين والآخر أخبار حوادث تمارس ضدّ الأطفال وصغار السّنّ، سواء كان ذلك في الأسرة الواحدة من قبل الوالدين أو الأخ، أو تكون تلك الحوادث من خارج الأسرة ضمن نطاق المجتمع.
إنّ الإحصائيّات تشير إلى انتشار ظاهرة العنف ضدّ الأطفال في المجتمعات العربيّة والغربيّة على حدٍّ سواء، وممّا زاد في انتشار هذه السّلوكيّات والظّواهر المرفوضة بُعد النّاس عن القيم والأخلاق وتعاليم الشّرائع السّماويّة التي تحضّ على الخير والفضيلة، وتنهى عن الشّر والعدوان، وممّا لا شكّ فيه أنّ آثار العنف ضد الأطفال له عواقب وخيمة وآثار سيّئة على نفسيّة الطفل وعلاقاته مع محيطه وبيئته؟ فما هي تلك الآثار النّفسيّة والإجتماعيّة ؟
الآثار النّفسيّة والاجتماعية للعنف ضد الأطفال
يتأثّر الطّفل كثيرًا من نهج العنف المتّبع في التّعامل معه من قبل والديه في الأسرة التي يعيش فيها، فالطّفل الذي يتعرّض للتّعنيف من قبل أحد والديه تراه عرضة أكثر للإصابة بالأمراض النّفسية عند بلوغه وفي كبره، حيث يتذكّر تلك المواقف العنيفة والتّجارب المريرة، فيتألّم لذلك ممّا يؤثّر على صحّته النّفسيّة.
قد يصاب الطّفل المعنّف بالقلق المرضي أو الرّهاب الاجتماعي أو حبّ العزلة عن النّاس خاصّةً إذا كان العنف يأخذ شكل العنف الجنسي، وهذا من أشدّ أنواع العنف وأكثرها إيلامًا للنّفس البشريّة .
يؤدّي العنف في التّعامل مع الأطفال إلى المساهمة في تشكيل شخصيّة عدوانيّة تحبّ الإيذاء بمحيطها ومجتمعها، ولا تراعي مشاعر النّاس وأحاسيسهم، فالطّفل المعنّف يتذكر دائماً كيف كان يتعرّض للعنف المستمر دون أن تراعى أحاسيسه ومشاعره ممّا يفقده في كبره حاسّة استشعار مشاعر النّاس أو الاكتراث بها.
كما تأخذ تصرّفات الطّفل المعنّف طابع العدوانيّة وسرعة الغضب، بسبب إحساسه بأنّ ضعفه عندما كان طفلاً صغيراً كان السّبب في تعرّضه للعنف.
يؤثّر العنف ضدّ الأطفال في جعلهم يحجمون عن بناء علاقات اجتماعيّة صحيّة بنّاءة مع محيطهم؛ لعدم امتلاكهم النّفسيّة السّليمة القادرة على بناء علاقات اجتماعيّة مثمرة، فهم يخشون دائماً من محيطهم، فتراهم يفقدون الثّقة بسرعة بمن حولهم.
تؤدّي بعض حالات العنف الشّديدة ضد الأطفال إلى صناعة المجرمين والقتلة في المجتمعات، فقد أظهرت الدّراسات النّفسيّة على كثيرٍ من السّفاحين أنّ معظمهم قد تعرّض للعنف بشكلٍ من الأشكال في صغره.
يؤدي العنف اللفظي المتبع مع الأطفال في بعض الأسر إلى مشاكل اجتماعيّة، حيث يعتاد الطّفل على سماع الألفاظ النّابية، فيمارسها في حياته وفي تعامله مع النّاس.